قدم الآن

تجد دائما في كل صباح وجوه متفائلة بشوشة رغم مصاعب الحياة، هؤلاء يتألمون ولا يتكلمون يعيشون اليوم بيومه ولا يمتلكون ما يؤمن معيشتهم سوى العمل والخروج يومياً بحثاً عن لقمة العيش.
تزوجت عطيات أو كما يطلقون عليها (عطا) 44 عاماً منذ أكثر من عشرين سنة سائقاً ولكن لم يرزقها الله بأطفال. بدأت رحلة كفاحها من المنزل، فقررت أن تساعد في مصاريف المنزل كعادة أي أمرأة مصرية مجتهدة امتلكت في أول مشوارها محل بقالة لبضعة سنوات وفي نفس التوقيت كانت تتعلم أصول عمل المخبوزات من جارتها. مضت الايام وقامت عطيات بإغلاق المحل لخسارتها في التجارة، ففكرت في بدء مشروع آخر وهو بيع المخبوزات والفطائر والكعك وقامت بإيجار محل بسيط في مكان أخر في المنوفية يحتوي على فرن صغير وثلاجة. انتشر صيت عطيات وذلك لجودة مخبوزتها وتفانيها في عملها فهي تستيقظ كل يوم فجراً لتقوم بتحضير العجين. مع زيادة شهرتها قررت التوسع وإنتاج المزيد فلجأت لمؤسسة التضامن للتمويل الأصغر حيث حصلت عام 2018 على أول تمويل فردي لها بقيمة 8000 جنيهاً وقامت بشراء دقيق ثم حصلت عام 2019 على تمويل بقيمة 15000 وقامت بشراء 50 كجم من السمن.
وحول مدى قدرتها على تحمل الحرارة والجلوس طويلاً أمام الصاج تقول: “مبحسش بالتعب عشان الشغل متعه بالنسبالي “. حاولت عطيات الاستعانة بفتيات صغيرات وتعليمهن طريقة عمل المخبوزات ولكن دون جدوى، تقول “دربتهن مراراً وتكراراً على إعداد المخبوزات، وكيفية التعامل مع حرارة الصاج، ولكن كل محاولاتي باءت بالفشل” وتقول مازحة “البنات بتخاف على بشرتها من الحرارة”.
على الصعيد المهني، تحلم عطيات بتعبئة وتوزيع الفطائر على منافذ بيع مختلفة كما تحلم بالذهاب لأداء مناسك العمرة مع والدتها وذلك على الصعيد الشخصي. تنصح عطيات كل سيدة بالعمل وعدم الاعتماد على الأخرين فمن يساعدها اليوم لن تجده غداً بجانبها.
وأخيراً تنصح عطيات بضروة إتقان العمل حيث قالت: ” أنا أعطي الصنعة حقها، اللي بتاخد لقمة فطيرة بتدعيلى ومش بتدعى عليا”.