قدم الآن

لا توجد سعادة تضاهى سعادة الفتاة عندما تعثر على فارس احلامها وزوج المستقبل، وهكذا شعرت “حكمت” حينما جمعها القدر بـ “محمد”. فتشاركوا احلام واهداف مشتركة في الحياة واتفقوا على تنفيذ مشروع يجمعهما معا بعد الزواج. مصنع تي-شيرت رجالي هو الحلم الذي بدأوه معا في عام 2011، وبالرغم من ضعف الإمكانات المتاحة لهم حينئذ، تمكنوا لاحقا من إنجاح المشروع وصناعة سمعة طيبة وماركة تجارية خاصة بمنتجاتهم في السوق.

“حكمت”، البالغة من العمر 29، أكملت دراستها حتى وصلت للصف الثالث الاعدادي، ولكنها سرعان ما تركت الدراسة بعدما انشغلت بعالم الخياطة والعمل بكبرى مصانع الملابس بمنطقة العاشر من رمضان. عملت “حكمت” بكل جهد حتى ألمت بجميع خبايا الحرفة، وأصبحت تتقن انتاج الملابس الجاهزة بجميع مراحلها. بينما “محمد” كان يعمل كـ “مقص دار” أو الشخص المسئول عن قص موديلات الملابس وفقا لنموذج معين. فما كان لهما إلا أن يقررا أن يوظفا موهبتهما معا، ويستقلان عن العمل للغير.

عملية انتاج الملابس الجاهزة مستمرة طوال العام. أولا، يقوموا باختيار أكثر النماذج العصرية للملابس من الانترنت. فبعد أن يختار الزوج الاقمشة اللازمة لموسم الإنتاج يتم طلبها من تاجر الجملة، ثم تعمل “حكمت” على الاشراف الكامل على العاملات بالمصنع. يعمل بالمصنع، والذي يقع بشقة إيجار من طابقين، 12 عاملة بالخياطة على 10 ماكينات، بخلاف عامل الكي وعامل قص القماش. عادة ما يخصص شهري يناير وفبراير لإنتاج الملابس الصيفية، وشهري أغسطس وسبتمبر لإنتاج الملابس الشتوية. بعد أن تنتهي مراحل الإنتاج داخل المصنع، يتم ارسال المنتجات إلى مطبعة قريبة لطباعة الرسومات على التي-شيرت. ثم تعود مرة أخرى لتقوم العاملات بـ “تكييس” الملابس. يقوم الزوج بالاتفاق مع سيارة لتوصيل الطلبيات للموزعين في مختلف انحاء القاهرة.

انضمت “حكمت” لمؤسسة التضامن للتمويل الأصغر عام 2015، وساعدها القرض الفردي في زيادة الإنتاج. وبما أن “حكمت” تحسب جيدا للمستقبل وتأمل في أن يصبح مصنعها رائدا في مجاله، فهي تخطط لتخصيص القرض القادم لشراء سيارة خاصة بالمصنع، والذي يليه تخصصه لامتلاك مطبعة داخلية، وذلك لتوفير الجهد والوقت والمصروفات. وبذلك يتم الاكتفاء الذاتي وخروج المنتج كاملا من مصنعهم.

1788

ملكة الألوان

١٤ / فبراير / ٢٠١٩

1766