قدم الآن

بسبب نشأتها في شارع ملئ بالمحلات التجارية، تعلمت نادية مهارة البيع والشراء ببراعة بالرغم من عدم التحاقها بالمدارس منذ الصغر. نادية، ٣٧عام، لديها ٥ أبناء. أكبرهم سعد، ١٧ عام، يدرس ثانوي صناعي، وأصغرهم فرح تبلغ من العمر ٣ سنوات. زوج نادية كان يعمل كبائع في منطقة رمسيس، وكان المسئول الأول عن تعليم جميع الأبناء وعن دخل الأسرة. ولكن ذلك لم يمنع نادية من أن تنضم لمؤسسة التضامن للتمويل الأصغر عام ٢٠٠٥ وتفتح محل للملابس الجاهزة في محل يقع بالعمارة التي يسكنون فيها، بسبب حبها في المهنة. وبعد أن نجحت تلك الأسرة الصغيرة في تربية أبناء متعلمين وفي زيادة دخل الأسرة، تبدل كل شيء فجأة، فدوام الحال من المحال.

قررت نادية أن تحول نوع التمويل من الجماعي إلى الفردي، وقررت أن تزيد من إنتاج متجرها وأن تهتم به أكثر مما فعلت سابقا. لأنه في عام ٢٠١١ تعرض زوجها للإصابة في أحداث الشغب المصاحبة لثورة يناير، مما كان له ضرر بالغ على العمود الفقري، إلى أن فقد قدرته على المشي. لم تجد نادية أمامها إلا إن تتحمل مسئولية أسرتها الصغيرة وزوجها وأخواتها الخمسة.

عشر سنوات، ونادية تعمل بالتجارة في جميع أنواع الملابس الجاهزة إلى أن استقرت الآن على ملابس البيت الحريمي فقط. كل أسبوع تذهب إلى شبرا لكي تشتري البضائع اللازمة لها. ولكن سعد، ابنها الأكبر، يساعد والدته دائما إما بالوقوف في المحل أو أن يقضي المشاوير بدلا منها. فهو في غالب الأحيان يذهب إلى مدرسته نهارا، ويساعد والدته مساءا وخصوصا في تدوين عمليات البيع وتسجيل المكسب بسبب عدم قدرة نادية على القراءة والكتابة.

وبالرغم من تملك أسرة زوجها للعقار الذي تسكن وتعمل به، إلا أنها أصرت منذ البداية على دفع إيجار المحل. كما حصلت نادية على شهادة تكريم كأم مثالية لعام ٢٠١٦ مقدمة من إحدى الجمعيات المحلية. تحلم نادية بأن تبيع شقة زوجها التي منحتها له الدولة بعد إصابته، لتشتري بثمنها قطعة أرض قريبة منها وتبني بيتا كبيرا ليضم جميع أبنائها وأسرهم المستقبلية.

1788

ملكة الألوان

١٤ / فبراير / ٢٠١٩

1766